هندسة النظم هي تخصص هندسي يهدف إلى ضمان تحقيق أهداف العالم الحقيقي دائمًا ويتم ذلك بطريقة تمثل القيمة مقابل المال في أي تطوير معقد يتم البدء فيه. يعني ذلك عادةً (أ) تصميم حلول متوازنة تفي باحتياجات أصحاب المصلحة المتنوعة، (ب) استيفاء جميع متطلبات الاعتمادية والاستدامة والقبول الاجتماعي وسهولة الاستخدام، (ج) تكيف جميع الأنظمة (المنتجات أو الخدمات) المطورة مع التكنولوجيا والمتطلبات المتطورة و (د) إدارة التعقيد والمخاطر بشكل فعال.
مجالات البحث المفتوحة في هندسة النظم هي (1) الأسس النظرية لهندسة النظم، (2) الفعالية في النظم الاجتماعية والتقنية، (3) العمليات القابلة للتكيف في أبعاد الوقت والممارسة، (4) نمذجة هندسة النظم، (5) تحسين سلاسل الامداد.
في عالم اليوم الحقيقي، يعيق التعقيد قدرتنا على اكتشاف الآثار المتأخرة والبعيدة للتدخلات، مما يولد ما نسميه الآثار الجانبية غير المقصودة. ومع ذلك، غالبًا ما يفشل التعلم حتى عند توفر أدلة قوية: تؤدي النماذج العقلية الشائعة إلى استنتاجات خاطئة ولكنها مؤكدة ذاتيًا، مما يسمح للمعتقدات والسلوكيات الضارة بالاستمرار وتقويض تنفيذ السياسات المفيدة.
يمكن أن يساعد التفكير الذي يستند إلى النظم في توسيع حدود نماذجنا العقلية، وتعزيز قدرتنا على توليد الأدلة والتعلم منها، وتحفيز التغيير الفعال في إنشاء وتنفيذ السياسة العامة، سواء على مستوى المؤسسات الحكومية وجميع المؤسسات الصناعية ذات الصلة.
يمكن اعتبار هندسة النظم على أنها تطبيق التفكير الذي يستند إلى النظم على جميع الأنشطة الهندسية في المؤسسة. في هندسة النظم، يتم النظر في الخصائص الناشئة للنظام بشكل كامل بالإضافة إلى البيئات والشركاء الاستراتيجيين والترابط والتسلسل الهرمي والهندسة المعمارية ودورات الحياة وعمليات إدارة الموردين وأنشطة انتهاء العمر التشغيلي. يمكن أن يكون النظام منتجًا أو خدمة مع أهمية تضمين عنصر بشري دائمًا.
سوف تتطور ممارسات هندسة النظم بشكل أكبر لدعم متطلبات التطور المتزايد للأنظمة والقدرة التنافسية للمؤسسات. في المستقبل القريب، سوف تستفيد هندسة النظم من التحول الرقمي في أدواتها وأساليبها، وستعتمد إلى حد كبير على النماذج باستخدام التمثيلات الرقمية الوصفية والتحليلية المتكاملة للأنظمة. ستمكّن تصميم النظم وتحليلها، ونماذج المحاكاة، والتقنيات الغامرة، والإطار التحليلي من استكشاف الفضاء التجاري على نطاق واسع، وتطور التصميم السريع، وتوفر فهمًا مشتركًا للنظام طوال دورة حياته. تتضمن هذه الممارسات البنى المرجعية والتصميم القابل للتكيف وهندسة خطوط الإنتاج والأنماط. سيتيح التصميم الذي يركز على العنصر البشري، باستخدام نماذج الأنظمة والمستخدمين، تفاعلات أكثر سلاسة بين المستخدم والنظام لتلبية متطلبات احتياجات اليوم المعقدة.
