الفئة : Insights
حاليًا مرشح للحصول على درجة الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة سانت أندروز
28 أكتوبر 2024
في أواخر شهر يوليو 2024، فَقَد المتعاقدون المرتزقة التابعون لروسيا والجيش المالي عشرات الأفراد في كمين شمال البلاد[i]. وعلى الرغم من أن هذه الخسائر كانت محدودة مُقارنة بعدد المرتزقة الموجودين في البلاد، فإن هذا الكمين، ولا سيما الاتهامات بتورُّط أوكرانيا فيه، سرعان ما تصدّرت عناوين الصحف الدولية. وهذا الحدث يُبرز مدى تغلغُل النشاط الروسي في تصوُّر العامّة لقضايا الأمن في إفريقيا.
ولا شكّ أن روسيا مُنخرطة في العديد من الأنشطة في إفريقيا، حيث كانت موسكو ولا تزال مُوردًا رئيسيًا للأسلحة إلى القارّة، لكن مساعداتها الأمنية القوية لعدّة دول في وسط إفريقيا ومنطقة الساحل هي ما يجذب الانتباه. وفي عام 2018، دخلت "مجموعة فاغنر"، تحت اسم مختلف، إلى جمهورية إفريقيا الوسطى بذريعة تدريب الجيش المُدمِّر في البلاد على استخدام الأسلحة الروسية الجديدة التي تم تزويدهم بها[ii]. كما شاركت فاغنر في موزمبيق، ومدغشقر، وليبيا، والسودان.
وقد كانت نقطة التحوُّل، التي جعلت مجموعة فاغنر في إفريقيا تنتقل بطريقةٍ دراماتيكية من دورها الهامشي إلى العناوين الرئيسية لوسائل الإعلام، عندما انتشرت في مالي بعد الانقلاب العسكري الذي أطاح بالحكومة الديمقراطية[iii]. كما أدّت الادعاءات بأن روسيا ومجموعة فاغنر كانتا على اتصالٍ مع عددٍ من قادة الانقلاب إلى الربط بين الانقلابات اللاحقة في المنطقة، مثل غينيا، وبوركينا فاسو (مرتين)، والنيجر، وبين النفوذ الروسي الخبيث[iv]. بالإضافة إلى ذلك، فإن عمليات انتشار مجموعة فاغنر والقوات الروسية الأخرى في مالي وبوركينا فاسو أكّدت فيما يبدو فكرة أن هناك خُطة كبرى لإزاحة الشركاء الأمنيين التقليديين مثل فرنسا، والولايات المتحدة، والأمم المتحدة. ولكن الواقع أكثر تعقيدًا بكثير: حيث تعكس الانقلابات تفضيلات ودوافع الضُبّاط الذين استولوا على الحكومة، بدلًا من كونها معبرةً عن إرادة الشعب بوجهٍ عام. على سبيل المثال، لم يكن هناك وجود مُؤكد لمجموعة فاغنر في بوركينا فاسو تحت قيادة قائد الانقلاب الأول، وحضورها كان أكثر تواضعًا تحت قيادة قائد الانقلاب الثاني "تراوري" مُقارنة بما هو عليه الحال في مالي[v].
وبطبيعة الحال، فإن تقدُّم النفوذ الروسي في إفريقيا تأثّر بحدثين رئيسيين هما: الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022، ووفاة القائدين الرئيسيين لمجموعة فاغنر، "يفغيني بريغوجين" وقائد عملياتها "دميتري أوتكين" في عام 2023[vi]، حيث أدّى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى سحب قوات فاغنر من بعض مواقع انتشارها في إفريقيا والشرق الأوسط، في حين بقي معظم المتعاقدين المرتزقة في إفريقيا أو تم استبدالهم، ولم تتوسّع مجموعة فاغنر بسرعة في أماكن مثل بوركينا فاسو. أما وفاة بريغوجين وأوتكين، فقد أحدَثت تغييرات كبيرة على السطح، ولكن التغييرات على أرض الواقع كانت محدودة بشكلٍ مثيرٍ للدهشة. كما تمّ دمج عمليات مجموعة فاغنر في إفريقيا ضمن مشروع حكومي يُسمى "فيلق إفريقيا"، وخضعت لرقابة أكبر من قبل أجهزة الاستخبارات، إلا أن وضعها الميداني لم يتغيّر كثيرًا[vii]، حتى أن اسم "فاغنر" وشعارها ما زالا موجودين في أماكن مثل جمهورية إفريقيا الوسطى.
لا شكّ أن الطموحات الروسية تمتد إلى ما هو أبعد من فاغنر، حيث يشمل الوجود الروسي في إفريقيا قوات شبه عسكرية وقوات حكومية أخرى، مثل "لواء الدببة"[viii]. كما زودت روسيا الأنظمة الحليفة لها بالأسلحة، لا سيِّما المروحيات وطائرات L39 ألباتروس، التي قد تكون ذات فائدة محدودة في الحرب في أوكرانيا، لكنها تُعد من مُضاعِفات القوة المهمة في الحروب الأهلية وعمليات مكافحة التمرُّد في منطقة الساحل[ix].
وتُريد موسكو تحقيق عوائد على استثماراتها، حيث تسعى باستمرار إلى إنشاء قاعدة بحرية على البحر الأحمر. تقع معظم القواعد الأجنبية في جيبوتي، لكن لطالما طمحت روسيا لسنوات في إقامة مُنشأة بحرية في السودان، مُعتقدة بأن وجود نظامٍ سوداني مُوالٍ لها وعدم وجود قواعد منافسة لها في السودان غالبًا ما سيُتيحان للبحرية الروسية بإقامة وجودٍ دائمٍ لها على البحر الأحمر. وبعد سنوات من المُفاوضات مع الحكومة السودانية، والتي تعقَّدت بسبب الحرب الأهلية المُستمرة، أشار مسؤولون سودانيون إلى أنه سيتم المُضي قدمًا في إنشاء القاعدة، لكن لم يتم البدء في ذلك بعد[x].
غياب السبيل الواضح للمضي قدمًا
قد يزعُم البعض بسهولة أن خُطة روسيا في إفريقيا "نجحت". فقد استخدمت المتعاقدين المرتزقة المدعومين من الحكومة الروسية لترسيخ وجودها في عدّة دول، وأسهمت في العديد من عمليات الانسحاب للقوات الفرنسية والأمريكية وقوات الاتحاد الأوروبي من غرب ووسط إفريقيا. كما يُمكنهم الإشارة إلى بعض النجاحات العسكرية المُحقَّقة لصالح الدول المُضيفة لقواتها، حيث هزمت المُتمرّدين في جمهورية إفريقيا الوسطى على أبواب العاصمة بانغي، ودفعتهم إلى أطراف البلاد في عامي 2021 و2022 [xi]. وحتى الآن، لم تسقط أي من الأنظمة، التي تحميها مجموعة فاغنر، كضحية لأي انقلابٍ أو تمرد.
ومع ذلك، لم يتضح بعد مدى قدرة روسيا على الحفاظ على ما بَنته وتوسيعه، حيث إن الصراعات التي تُشارك فيها حاليًا ليست سهلة الحل. فقد أخفقت دول الساحل في القضاء على الجماعات الإرهابية والانفصالية الفعَّالة لأكثر من عشر سنوات، وأن المتمردين في جمهورية إفريقيا الوسطى مُتجذّرون في مناطق لها شكاوى قديمة وانتقادات ضد الحكومة المركزية. وقد يتمكن المُتعاقدون الروس من حماية القادة، واحتواء الجماعات المُسلَّحة، لكن قدرتهم على "الانتصار" عليها لا تزال محل تساؤل، لا سيِّما بعد إخفاق البعثات الدولية الأكبر حجمًا والأفضل تمويلًا في تحقيق السلام في هذه الدول.
كما أن مجموعة فاغنر سجّلت بعض الانتكاسات، ففي موزمبيق عام 2019، فشلت في مهمتها، التي كانت ارتزاقية بحتة حيث قدمت عطاءً بقيمة أقل من المتعاقدين الآخرين، المُتمثلة في هزيمة الجماعات المُتطرَّفة في المنطقة، ما أدّى إلى حدوث خلافٍ علني مع الجيش الموزمبيقي[xii]. وفي مدغشقر، تعثّرت المشاريع السياسية/ الاقتصادية البحتة لمجموعة فاغنر منذ البداية مع إغلاق الشركات المرتبطة ببريغوجين[xiii]. وبعد ذلك ما حدث بالطبع في الكمين الأخير في مالي والذي أسفر عن وقوع عشرات الضحايا.
إلى أي مدى يمكن لروسيا أن تُطلق مزيدًا من المهام بشكلٍ معقول؟ من الواضح أن ذلك يعتمد على مدى اهتمام الدول الإفريقية. وقد تتمكن روسيا من توفير مزيدِ من المُتعاقدين بعد انتهاء الحرب في أوكرانيا، لكن مع عدم وجود نهاية لذلك في الأفق، تظلّ الأولوية بالنسبة لموسكو هي الصراع الأقرب. وبالنسبة للقادة الأفارقة، حتى أولئك الذين وصلوا إلى السلطة من خلال الانقلابات، فإن التعامل مع روسيا ينطوي على مخاطر، حيث أدّت القطيعة بين النيجر وبوركينا فاسو ومالي مع المجتمع الدولي لصالح روسيا إلى حل بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وخروجهم من الكتلة الاقتصادية الإقليمية المتمثلة في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس"، وتقليص المساعدات الدولية المقدَّمة لهم في وقتٍ تتزايد فيه قوة ونفوذ الجماعات المُتطرّفة. قد لا تكون جيوش دول غرب إفريقيا في المستقبل راضية عن طريقة تعامل قياداتها المدنية مع التهديدات الإرهابية، لكنها قد لا تكون مُتحمّسة أيضًا للتخلّي عن علاقاتها القائمة حاليًا في حال عدم قدرة روسيا على تقديم بديل قابل للتنفيذ.
كيف تُقارَن روسيا بالقوى الأخرى؟
بالرغم من الاهتمام الكبير الذي تحظى به أنشطة روسيا في إفريقيا، فمن الجدير التساؤل عما إذا كانت موسكو تُشكِّل حضورًا كبيرًا في القارة. فعلى سبيل المثال، قبل اندلاع الحرب الأهلية في السودان، كانت التجارة الثنائية بين روسيا والسودان ضئيلة مُقارنة بما هو الحال مع الصين، التي سعت إلى استيراد النفط السوداني وتصدير السلع والبضائع المُصنَّعة إلى السودان. كما يُعد حجم التعاون الاقتصادي الصيني مع الدول الإفريقية هائلًا مقارنة بروسيا. وبينما يجمع البعض بين جهود روسيا والصين، فإن رغبة موسكو في الاستفادة من حالة عدم الاستقرار في إفريقيا تتناقض مع تفضيل بكين للتعاون مع الشركاء الاقتصاديين المستقرين (وإن كانوا غير ليبراليين)[xiv]. حتى تجارة الأسلحة الروسية، التي وجدت لعقود مشترين في الدول الإفريقية مثل مصر والجزائر، تتراجع مع تطوير الصين ودول أخرى لبدائل أخرى تنافسية[xv].
أما دول الشرق الأوسط مثل الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، وتركيا، التي تمتلك اقتصاداتٍ أصغر حجمًا وبها عدد سكان أقل من روسيا، فإنها تلعب دورًا أكبر باستمرار في القارة الإفريقية. ونظرًا لقربها جغرافيًا من إفريقيا، فإن هذه الدول الثلاث تسعى إلى تأمين فرص استثمارية فيها، وتُبدي قلقها إزاء التحديات الأمنية التي تواجهها، لا سيّما في شمال إفريقيا ومنطقة القرن الإفريقي. فعلى سبيل المثال، بلغت تجارة تركيا مع الدول الإفريقية حاليًا عشرات المليارات من الدولارات سنويًا، حيث عزّزت أنقرة علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع تلك الدول. وعلى الصعيد العسكري، فقد قامت تركيا بتصدير مُعدّات عسكرية مثل الطائرات بدون طيار من طراز "TB2 بيرقدار"، وتنشط الشركة العسكرية الخاصة التابعة لها واسمها "SADAT" في عدّة دول إفريقية[xvi][xvii].
وفي الوقت نفسه، تسعى دولة الإمارات إلى توسيع مشاركتها في إفريقيا من خلال عقد صفقات تجارية والتعاون الأمني[xviii]، حيث أصبحت الإمارات حاليًا رابع أكبر مستثمر أجنبي في القارّة إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية والصين والاتحاد الأوروبي[xix]. كما تمتلك شركة الخدمات اللوجستية الإماراتية (موانئ دبي العالمية "دي بي ورلد") عددًا متزايدًا من المراكز اللوجستية على مستوى القارة الإفريقية، وتُخطّط لاستثمار مليارات أخرى من الدولارات في السنوات القادمة[xx]. ومع ذلك، فإن التوسُّع المُخطّط له لشركة موانئ دبي العالمية في مدينة بربرة أوقع الشركة في خِضَم التنافسات بين الصومال وإثيوبيا، مما يُسلّط الضوء على مخاطر المشاركة الاقتصادية مع دول مُتنازعة[xxi].
كما سعت المملكة العربية السعودية إلى لعب دورٍ أكبر في إفريقيا، ففي أواخر عام 2023، استضافت المملكة قِمة حضرها عدد كبير من القادة الأفارقة، حيث وعدت فيها بتقديم المساعدة لهم في إدارة ديون دولهم والوساطة في النزاعات القائمة بينهم[xxii]. وقد حازت الرياض على الإشادة من المؤسسات الإفريقية لاستثماراتها الكبيرة في تنمية الدول الإفريقية[xxiii].
أخيرًا، فإن الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي تلعبان أيضًا دورًا أكبر بكثير في إفريقيا مقارنةً بروسيا، وربما تكون روسيا قد عقَّدت العلاقات بين العديد من الدول الإفريقية و"الغرب"، لكن جمهورية مالي، وجمهورية إفريقيا الوسطى، والنيجر، وبوركينا فاسو تُمثل جزءًا ضئيلًا جدًا من اقتصاد إفريقيا مُقارنة بدولٍ مثل مصر وجنوب إفريقيا وأنغولا، التي تربطها علاقاتٍ قوية مع أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية. كما أن دولًا أوروبية صغيرة تُجري عمليات تدريبية، وتبيع الأسلحة، وتتعاون في الأمور الأمنية، حيث أرسلت جمهورية المجر مؤخرًا قواتٍ إلى جمهورية تشاد لإجراء تدريبات وتعزيز التعاون الأمني[xxiv]. إن توجُّه الدول الإفريقية، التي تُرحِّب بوجود روسيا على أراضيها، نحو قطع علاقاتها مع المؤسسات الإفريقية لا يُقنع دولًا مثل غانا والسنغال بضرورة التخلي عن شراكاتها القائمة.
ومع ذلك، لا يُعتبر أي من هؤلاء الشركاء مثاليًا، حيث إن الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية لديها تاريخ حافل بالاضطرابات في إفريقيا، ولم تُسفِر الأنشطة الصينية في إفريقيا إلا عن نتائج متباينة، كما أن تعاون دولة الإمارات وتركيا مع دولٍ مثل الصومال يضعهما وسط النزاعات الإقليمية بين الصومال وإثيوبيا ومصر وجيبوتي. وأن تعاون المملكة العربية السعودية المتزايد مع الدول الإفريقية قد يتأثّر أيضًا بالعوامل الجيوسياسة، حيث يرى بعض المُحلّلين أن تعاونها مع الدول الإفريقية هو وسيلة للمملكة لمواجهة النفوذ الإيراني في الخارج[xxv].
الخلاصة
تُشارك روسيا في أنشطة مُدمِّرة في القارة الإفريقية، ولكن من المهم عدم المبالغة في حجم نفوذها. وبإمكان روسيا الاستفادة بقدرٍ محدودٍ من الأوضاع الفوضوية في القارة، لكنها تجد صعوبةً كبيرة في بناء علاقات اقتصادية دائمة على مستوى دول أخرى مثل الصين أو الولايات المتحدة الأمريكية أو القوى الإقليمية. وبالتالي، فإن ذلك يحُدّ من نفوذها، وبدلاً من التركيز على علاقتها المباشرة مع الدول الإفريقية، فإن استراتيجية روسيا في إفريقيا تهدف حاليًا إلى تعطيل أدوار القوى الأجنبية الأخرى، ولن تنجح هذه الاستراتيجية إلا في الدول الإفريقية التي سئِمت بالفعل من شراكاتها الحالية القائمة. ومع استمرار روسيا في إنفاق المزيد من الأموال وإزهاق المزيد من الأرواح في غزوها لأوكرانيا، فإن مُعظم الدول الإفريقية ستسعى إلى التعاون مع شركاءٍ ثابتين وموثوقين.
[i] Christopher Michael Faulkner, “Wagner Group Setback in Mali Challenges Moscow’s Strategy in Africa and the Region’s Faith in Russian Mercenaries,” The Conversation, August 9, 2024, http://theconversation.com/wagner-group-setback-in-mali-challenges-moscows-strategy-in-africa-and-the-regions-faith-in-russian-mercenaries-236285.
[ii] “Russia Is Back In Africa — and Making Some Very Odd Deals,” Defense One, May 22, 2018, https://www.defenseone.com/ideas/2018/05/russia-back-africa-and-making-some-very-odd-deals/148371/.
[iii] “Mali’s Plan for Russia Mercenaries to Replace French Troops Unsettles Sahel,” BBC News, October 1, 2021, sec. Africa, https://www.bbc.com/news/world-africa-58751423.
[iv] Theodore Murphy, “Middle Powers, Big Impact: Africa’s ‘Coup Belt,’ Russia, and the Waning Global Order,” ECFR, September 6, 2023, https://ecfr.eu/article/middle-powers-big-impact-africas-coup-belt-russia-and-the-waning-global-order/.
[v] Marcel Plichta, “Burkina Faso Won’t Be the Wagner Group’s Next ‘Domino’ in Africa,” World Politics Review , August 15, 2022, https://www.worldpoliticsreview.com/wagner-group-africa-russia/.
[vi] “Wagner in Africa: Precarious Future after Prigozhin’s Reported Death,” BBC News, August 26, 2023, sec. Africa, https://www.bbc.com/news/world-africa-66614766.
[vii] “‘Africa Corps’: Russia’s West African Presence Rebranded,” December 17, 2023, https://www.lemonde.fr/en/le-monde-africa/article/2023/12/17/africa-corps-russia-s-sahel-presence-rebranded_6352317_124.html.
[viii] “The Bear Brigade, the Kremlin’s New Paramilitary Outfit in Africa,” July 14, 2024, https://www.lemonde.fr/en/le-monde-africa/article/2024/07/14/the-bear-brigade-the-kremlin-s-new-paramilitary-outfit-in-africa_6684180_124.html.
[ix] “Mali Gets More Warplanes, Helicopters from Russia | Africanews,” accessed September 11, 2024, https://www.africanews.com/2023/01/20/mali-gets-more-warplanes-helicopters-from-russia/.
[x] “Sudan Military Finishes Review of Russian Red Sea Base Deal,” AP News, February 11, 2023, https://apnews.com/article/politics-sudan-government-moscow-803738fba4d8f91455f0121067c118dd.
[xi] “Russia’s Influence in the Central African Republic | Crisis Group,” December 3, 2021, https://www.crisisgroup.org/africa/central-africa/central-african-republic/russias-influence-central-african-republic.
[xii] “When Private Military Operations Fail: The Case of Mozambique | Oxford Political Review | Oxford Political Review,” March 6, 2023, https://oxfordpoliticalreview.com/2023/03/06/when-private-military-operations-fail-the-case-of-mozambique/.
[xiii] “MADAGASCAR : Kraoma’s Chrome Plans Stymied by Politics - 08/12/2022,” Africa Intelligence, https://www.africaintelligence.com/southern-africa-and-islands/2022/12/08/kraoma-s-chrome-plans-stymied-by-politics,109872167-art.
[xiv] Cobus van Staden, “Nigeria and China Announce New Cooperation Agreements,” The China-Global South Project, September 4, 2024, https://chinaglobalsouth.com/2024/09/04/nigeria-and-china-announce-new-cooperation-agreements/.
[xv] P D Wezeman et al., “Trends in International Arms Transfers, 2023,” SIPRI.
[xvi] “Turkey’s Arms Industry Takes off in Africa,” The Africa Report.com, 4, https://www.theafricareport.com/325048/turkeys-arms-industry-takes-off-in-africa/.
[xvii] “Sadat, the ‘Turkish Wagner’ Whose Shadow Hangs over West Africa,” June 7, 2024, https://www.lemonde.fr/en/le-monde-africa/article/2024/06/07/sadat-the-turkish-wagner-whose-shadow-hangs-over-west-africa_6674134_124.html.
[xviii] “The UAE’s Rising Military Role in Africa: Defending Interests, Advancing Influence,” ISPI, https://www.ispionline.it/en/publication/the-uaes-rising-military-role-in-africa-defending-interests-advancing-influence-172825.
[xix] “Is the UAE the New Superpower in Africa?,” The Africa Report.com, https://www.theafricareport.com/in-depth/is-the-uae-the-new-superpower-in-africa/.
[xx] “DP World Plans $3 Billion Investment in African Ports by 2029 - Bloomberg,” https://www.bloomberg.com/news/articles/2024-06-13/dp-world-plans-3-billion-investment-in-african-ports-by-2029?embedded-checkout=true.
[xxi] “Ethiopia’s Port Deal With Somaliland Could Endanger Regional Stability,” The Maritime Executive, https://maritime-executive.com/editorials/ethiopia-s-port-deal-with-somaliland-could-endanger-regional-stability.
[xxii] “First Saudi-Africa Summit: Off to a Rocky Start?,” ISS Africa, https://issafrica.org/iss-today/first-saudi-africa-summit-off-to-a-rocky-start.
[xxiii] African Development Bank, “African Development Bank President Praises Saudi Arabia for Billions of Dollars of Investment in Africa,” Text, African Development Bank Group (African Development Bank Group, September 2, 2024), https://www.afdb.org/en/news-and-events/press-releases/african-development-bank-president-praises-saudi-arabia-billions-dollars-investment-africa-73856.
[xxiv] “Government to Launch Military Mission to Chad,” Hungary Today, October 16, 2023, https://hungarytoday.hu/government-to-launch-military-mission-to-chad/.
[xxv] “Saudi Arabia’s Investment: The Price of Africa,” Grey Dynamics, https://greydynamics.com/saudi-arabias-investment-the-price-of-africa/.