المنشورات

القتال الجوي بالطائرات المسيرة بات وشيكًا! لكن قد لا يبدو الأمر كما تعتقد

القتال الجوي بالطائرات المسيرة بات وشيكًا!  لكن قد لا يبدو الأمر كما تعتقد
د. أولي بيكا سورسا

أستاذ مساعد

Insights

شهدت الحروب الجوية منذ الأيام الأولى للحرب العالمية الأولى حتى اليوم تطورًا سريعًا من حيث التكنولوجيا المستخدمة والتوظيف التعبوي للطائرات؛ حيث كانت الطائرات المستخدمة في الحروب في البداية عبارة عن طائرات بدائية لأغراض الاستطلاع وتصحيح نيران المدفعية، وسرعان ما استخدمت الطائرات في مهام جديدة مثل إسقاط القنابل وإسقاط طائرات العدو.

لقد اتبع تطور الحرب الجوية باستخدام "الطائرات المسيرة" مسارًا مشابهًا مع الطائرات الموجهة عن بعد (RPA) المستخدمة حصريًا في عمليات الاستطلاع والمراقبة وتصحيح نيران المدفعية.

ومع ذلك، خلال "الحرب العالمية على الإرهاب" التي قادتها الولايات المتحدة منذ عقدين، تم استخدام الطائرات المسيرة لتوجيه ضربات دقيقة واغتيالات مستهدفة في البيئات معتدلة النزاع. وبينما تملأ الطائرات المسيرة المسلحة وغير المسلحة من جميع الأشكال والأحجام حاليًا السماء في ساحات القتال المتنوعة وفي المجالات الجوية المتنازع عليها بدرجات من الطفيفة إلى الكبيرة، فقد بدأ بالفعل تسليح الطائرات المسيرة بصواريخ جو-جو لردع الطائرات المسيرة المعادية.

والأمر فقط مجرد وقت قبل أن تبدأ الطائرات الموجهة عن بعد في إطلاق النار على بعضها البعض لردع الطائرات المسيرة المعادية ومنعها من جمع المعلومات الاستخبارية أو مضايقة القوات الصديقة.

على عكس التصوير الشبيه بالخيال العلمي "لحروب الطائرات المسيرة" في المستقبل، فإن أول قتال جوي بين الطائرات المسيرة لن يشبه على الأرجح أي شيء من الخيال العلمي ولكنه سيكون شبيهًا بالهجمات الجوية في الحرب العالمية الأولى، إلا أنه يمكن التحكم في هذه الطائرات عن بعد ويمكن تزويدها بصواريخ جو-جو متطورة وتمتلك قدرات عالية.

العمليات الأولية للطائرات المسيرة في "القتال الجوي"

كان أول استخدام معروف لطائرة مسيرة في إسقاط طائرة مسيرة أخرى في الحرب في منتصف أكتوبر 2022 في أوكرانيا، حيث تم استخدام طائرة مسيرة من طراز مافيك صينية الصنع من قبل مشغل أوكراني لإحداث اصطدام متعمد وإسقاط طائرة مسيرة روسية فوق منطقة دونباس، وذلك على الأرجح لمنعها من توجيه نيران المدفعية أو القيام بعمليات الاستطلاع، مما أدى إلى تدمير كلتا الطائرتين خلال هذه العملية (Newdick, 2022).

في عملية أخرى مهمة، شوهدت طائرة مسيرة من طراز مافيك يتم التحكم فيها من روسيا وهي تلقي قنبلة صغيرة بدائية على طائرة مسيرة أوكرانية تحلق أسفلها في أوائل ديسمبر 2022 (Parsons, 2022).

كان استخدام كل من الطائرات المسيرة التجارية الجاهزة والمزودة بكاميرات العرض المباشر، بالإضافة إلى الطائرات المسيرة التكتيكية، واسع الانتشار خلال الحرب، مما تسبب في إحداث مضايقات بسبب كشف مواقع العدو وإلقاء القنابل اليدوية على الجنود الأعداء غير المتوقّعين أسفلها، مما يشير إلى تطور وليس ثورة في مجال الحرب (Pettyjohn, 2024). وبعيدًا عن هذه المحاولات الأولية لمنع الطائرات المسيرة المعادية من التحليق فوق القوات الصديقة، لا يزال انتظار أول اشتباك جوي فعلي بين طائرتين مسيرتين مسلحتين قائمًا.

تطوير القدرات القتالية الجوية للطائرات المسيرة

إن الصور العامة التي يتم تصويرها لأساطيل الطائرات المسيرة القتالية شبه المستقلة أو المستقلة بالكامل UCAV))، أو حتى "أسراب" الطائرات المسيرة التي تتنافس على السيطرة على السماء، لا تزال بعيدة عن أن تصبح حقيقة واقعة، حيث إن التكنولوجيا والتطبيقات التشغيلية لا تزال في مراحل النضج. بدلاً من ذلك، من المحتمل أن تشبه أولى معارك الطائرات المسيّرة الحقيقية الأيام الأولى للقتال الجوي، حيث كانت الطائرات البسيطة والعادية تتنقل للحصول على موقع خلف العدو لتوجيه ضربة قاتلة. ستتضمن معارك الطائرات المسيّرة القادمة بشكل بارز استخدام طائرات مسيّرة متوسطة الارتفاع طويلة التحمل (MALE) المزودة بصواريخ موجهة حرارياً داخل مدى الرؤية (WVR)، مثل صاروخ سايدويندر الشهير ونظائرها من الصواريخ الصينية والروسية والتركية.

ومع ذلك، فإن تسليح الطائرات المسيرة بصواريخ جو-جو ليس بالأمر الجديد؛ حيث أطلقت شركة جنرال أتمكس (ضمن برنامج "صاروخ ريبير جو-جو" RAAM)) بنجاح بإطلاق صاروخ AIM-9X سايدويندر من طائرة MQ-9 ريبر التابعة لسلاح الجو الأمريكي لتدمير هدف تجريبي فوق صحراء نيفادا في نوفمبر 2017 (Axe، 2012). تعود خطط دمج الصواريخ جو-إلى-جو في الخدمة إلى عام 2003 على الأقل، عندما استلمت الطائرات MQ-1 بريداتور المتقاعدة الآن نسخة جو-جو من الصاروخ الشهير المضاد للطائرات المحمولة على الكتف، FIM-92 ستينجر، للدفاع عن النفس ضد المقاتلات العراقية (Trevithick، 2018). ويعد ذلك نقطة تحول هامة في تسليح الطائرات المسيّرة متوسطة الارتفاع طويلة التحمل (MALE) بالأسلحة جو-جو. في إحدى الحوادث، كما أطلقت طائرة MQ-1 صاروخ ستينجر ضد مقاتلة عراقية من نوع MiG-25 دفاعًا عن النفس، ولكن تحطمت الطائرة نفسها في الحادث (Axe، 2012). وتمتلك طائرات Reaper القدرة على حمل أحدث نسخة من صاروخ سايدويندر، AIM-9X Block II+، مما يؤكد على وجود تحسن كبير في القدرات مقارنةً بصاروخ FIM-92 ستينجر، من حيث مجال الرؤية الواسع، والقدرة على القفل بعد الإطلاق، والزيادة الكبيرة في مدى الصاروخ وقدرته على المناورة (Rogoway، 2020).

ستتم أيضًا تزويد الطائرة التركية الشهيرة Bayraktar TB2 بتسليح جو-جو، وهو عبارة عن نسخة رئيسية من صاروخ Sungur قصير المدى المضاد للطائرات المحمول على الكتف الذي تنتجه شركة روكيستان التركية (Iddon، 2022). وقّعت شركة بايكار (المصنعة لطائرات TB2) وشركة روكيتسان عقدًا لتسليح الطائرات المسيّرة أثناء معرض ساحة في أواخر أكتوبر 2022، مما يوفر حلاً بتكلفة أقل (من المتوقع أن تكون تكلفة صاروخ سنجور حوالي 20,000 دولار أمريكي، في حين أن صاروخ AIM-9X يكلف أكثر من 380,000 دولار أمريكي لكل إطلاق) لتدمير الطائرات الهليكوبتر والطائرات المسيّرة المعادية مقارنةً بالبدائل المأهولة (نفس المرجع السابق). كما أن صاروخ سنجور مزود برأس باحث بالأشعة تحت الحمراء المبتكرة (IIR) بزاوية رؤية تبلغ +/-40 درجة، ومدى يصل إلى ثمانية كيلومترات (Roketsan، 2021).

الرسم البياني 1: مقارنة بين مجال الرؤية لصواريخ AIM-9X وصواريخ Sungur جو--جو ضمن مدى الرؤية.

المصدر: الكاتب (2024).

ستحمل الطائرة المسيّرة الأحدث والأكبر أكينجي التي تصنعها بايكار رادارًا متعدد المهام من نوع النطاق الإلكتروني النشط (AESA) مدمج في مقدمتها، مما يوفر مدى رصد أطول ضد الأهداف الجوية والسطحية (Baykar, n.d).

علاوة على ذلك، سيتم تسليح الطائرات المسيّرة أيضًا بصواريخ ذات مدى أبعد من مدى الرؤية (RF) تم تطويرها محليًا للاستفادة الكاملة من مدى الكشف الممتد لرادار AESA (ساتام، 2022).

وبالمثل، عرضت الصين مرة أخرى مجموعتها الكبيرة من الطائرات المسيّرة المسلحة في معرض زوهاي للطيران الذي يُعقد كل عامين في نوفمبر 2022. من المهم أن نلاحظ أن نموذج الطائرة المسيّرة الجديدة Wing Loong III، أحدث إصدار من نجاح الصين الكبير في تصدير الطائرات المسيّرة، تم عرضه مسلحًا بصاروخ PL-10 الموجه بالأشعة تحت الحمراء— الذي يعد مكافئًا صينيًا للصاروخ الأمريكي AIM-9X—لأول مرة (Nikkei، 2022). من المحتمل أن تتوفر مثل هذه القدرات لطائرات Wing Loong وغيرها من الطائرات المسيّرة الصينية في المستقبل أيضًا.

يظهر هذا بوضوح ضرورة تزويد الطائرات المسيّرة بقدرات دفاعية وهجومية جو-جو، حيث تتزايد التفاعلات بين الطائرات المسيّرة المسلحة من مختلف الأطراف في الجو بشكل متكرر.

كانت العمليات الجوية فوق ليبيا وسوريا توجيهية حيث عملت الطائرات المسيّرة المسلحة التابعة لعدة دول ضمن نفس المجال الجوي، وغالبًا ما كانت ذات مصالح متضاربة. لذا، لا ينبغي أن يُفاجئنا مشهد أول قتال جوي بين طائرتين مسيّرتين، حيث قد يحدث ذلك في بيئة درجة النزاع فيها معتدلة. على سبيل المثال، شهدت العديد من النزاعات بالوكالة في شمال وغرب أفريقيا والشرق الأوسط تورط عدة أطراف، دولًا أو كيانات غير دولي، والتي استخدمت طائرات مسيّرة لتلبية احتياجات محدودة من القوة الجوية.

من المرجح أن تكون البيئات معتدلة النزاع هي أول من يشهد قتالًا جويًا بين الطائرات المسيّرة، ومع استخدام الدول في المنطقة للطائرات المسيّرة التي تصنع بشكل رئيسي في الصين وتركيا والولايات المتحدة، فسوف توجد منافسة لتسليح الطائرات المسيّرة.

هل اقتربنا من عصر الحروب باستخدام الطائرات المسيّرة؟

بمجرد أن تبدأ الطائرات المسيّرة في الاشتباك مع بعضها البعض، ستظهر المزيد من الطائرات المسيّرة المسلحة بالصواريخ للدفاع الذاتي، وسيتبعها تطور سريع في التدابير المضادة. ومن المرجح أن تكون التدابير المضادة مأخوذة من أنظمة تم دمجها بالفعل على طائرات مأهولة، مثل أنظمة التحذير من اقتراب الصواريخ وأنظمة التمويه والخداع المتفككة مثل المشاعل الحرارية المضللة للحماية الذاتية. يمكن بالفعل تجهيز طائرات MQ-9 Reaper بجهاز رادار تحذير واستقبال إشارة الرادار بالإضافة إلى نظام تشويش إلكتروني للدفاع ضد التهديدات الأرضية والجوية (Rogoway، 2020).

ومع ذلك، لا تزال هناك العديد من التحديات التقنية والقانونية والتشغيلية قبل تطوير الطائرات المسيّرة من مجرد منصات للمراقبة والاستطلاع والهجوم الدقيق الخفيف إلى شكل أكثر تطورًا قادرًا على المنافسة في السيطرة على الجو. تشمل هذه التحديات محدودية قدرات الحمولة للطائرات المسيّرة متوسطة الارتفاع طويلة التحمل الحالية، كما تفتقر الطائرات المسيّرة حاليًا إلى مستشعرات مخصصة للبحث والتعقب في الجو، مثل الرادار أو أنظمة البحث والتعقب بالأشعة تحت الحمراء (IRST)، مما يحد من قدرتها على إدراك الموقف والكشف في جميع الأحوال الجوية على المدى الطويل. علاوة على ذلك، بخلاف مسألة تجهيزها بصواريخ جو-جو قريبًا، فإن الطائرات المسيّرة الحالية ليست ملائمة هيكليًا أو ديناميكيًا للمناورات المكثفة. في الواقع، تتميز الطائرات المسيّرة اليوم عادةً بارتفاع نسبة الطول إلى العرض في أجنحتها (امتداد الجناح مقسومًا على الوتر)، مما يجعلها تشبه الطائرات الشراعية أكثر من الطائرات القتالية عالية الأداء. توفر الأجنحة ذات نسبة الطول إلى العرض العالية أداءً جيدًا في الارتفاع ووقت بقاء طويل ولكنها ليست ملائمة للمناورات العنيفة. وسيكون على الصواريخ المتقدمة جو-جو القيام بمعظم المناورات.

علاوة على ذلك، يظل الرصد البصري الإيجابي للأهداف تحديًا قانونيًا وتقنيًا، لذا يتم تزويد صواريخ القتال الجوي الحديثة مثل AIM-9X وPL-10 وSungur برؤوس بحث بالأشعة تحت الحمراء المبتكرة، والتي يمكن استخدامها للرصد البصري الإيجابي. سيكون رأس الباحث المزود بالصاروخ أيضًا هو المستشعر الرئيسي للاشتباك الجوي قبل دمج المستشعرات المخصصة. كما أن برج المستشعرات الكهرو-بصرية/الأشعة تحت الحمراء المُركب على طائرات MQ-9 وطائرات Bayraktar قادر على تتبع الأهداف الجوية، ولكنه يفتقر إلى القدرة استهداف رأس الباحث المثبت بالصاروخ. ومع ذلك، فإن البرج العضوي للأنظمة الكهرو-بصرية/الأشعة تحت الحمراء سيساعد في الرصد البصري للأهداف.

بسبب القيود الهيكلية والديناميكية الهوائية للطائرات المسيرة الحديثة، تزداد أهمية تسليح الصواريخ الجوية المتقدمة بشكل نسبي مقارنةً بمنصة الإطلاق. باستخدام الصواريخ الحديثة المزودة برؤوس باحثة بالأشعة تحت الحمراء ذات التتبع الداخلي، مثل الصاروخ الأمريكي AIM-9X أو الصاروخ الصيني PL-10، يمكن للطائرات المسيرة المسلحة أن توفر قدرة دفاع ذاتي موثوقة ضد الطائرات الأخرى والطائرات المسيرة على مسافات طويلة نسبيًا، بفضل قدرتها الكبيرة على المناورة ضمن نطاق الرؤية. علاوة على ذلك، فإن المجال الواسع لرؤية رأس الباحث في الصاروخ يتيح نطاقات اشتباك واسعة مع احتمالية عالية للإصابة في النطاقات والمدى القصير. ومع ذلك، فإن هذه الطائرات المسيرة تظل منصات قتالية جوية بدائية وغير قادرة على المنافسة على السيطرة الجوية في الصراعات عالية الكثافة مثل الصراع الدائر في أوكرانيا.

كيف سيتم تشغيل الطائرات المسيرة المزودة بصواريخ جو-جو في المستقبل؟ من المحتمل أن تبدأ الطائرات المسيرة بحمل صواريخ موجهة حراريًا ضمن الحمولة الصافية لأغراض الدفاع الذاتي. ويمكن الربط بين الطائرات المسيرة المخصصة لمهام الاستطلاع أو الهجوم والطائرات المسيرة المرافقة المخصصة وتسليحها بصواريخ جو-جو، لإبقاء الطائرات المسيرة المعادية (وغيرها من الطائرات المروحية وذات الأجنحة الثابتة) على مسافات بعيدة. كما هو الحال عند استخدام مروحية هجومية لمرافقة مروحيات النقل في القتال، فمن الأسهل لطائرة مسيرة توفير الحماية لطائرة مسيرة أخرى بنفس السرعات بدلا من استخدام طائرات مقاتلة مأهولة أسرع للقيام بنفس الدور في الأجواء ذات التهديدات الخفيفة.

سوف تنضم، في المستقبل، الطائرات القتالية المسيرة المتقدمة، أو "رفقاء الطيارين المخلصين"، إلى الطائرات القتالية المأهولة فيما يُعرف بـ "التعاون بين الطائرات المأهولة والمسيرة" لخلق قوة تأثير وإسناد للطائرات المأهولة في أدوار متنوعة، بداية من مهام الاستطلاع والحرب الإلكترونية وحتى تنفيذ الضربات الجوية والمشاركة في المعارك الجوية. ومع ذلك، ستظل هذه الطائرات ذات المستوى العالي من الأتمتة تحت إشراف طيار بشري لفترة خلال المستقبل القريب. على الرغم مما سبق، فإن التوجه الحالي هو استخدام الطائرات القتالية التعاونية (CCA)، مثل تلك التي تطورها شركات مثل أندوريل وGA-ASI، جنبًا إلى جنب الطائرات المأهولة، حيث يخطط سلاح الجو الأمريكي لتقديم آلاف من هذه الطائرات التعاونية بجانب طائراته القتالية المأهولة من الجيل الخامس والجيل السادس المستقبلية (Gunzinger, Stutzriem & Sweetman, 2024). حظيت مثل هذه المفاهيم بقبول دولي، حيث تعمل الصين وروسيا والمملكة المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية، من بين دول أخرى، على تطوير مفاهيم مستقبلية حول أشكال "التعاون بين الطائرات المأهولة والمسيرة".

خاتمة

لقد أصبحت الطائرات المسيرة المسلحة أحد الأشكال المتزايدة الانتشار والفعالة من حيث التكلفة للقوات الجوية، وأدى الانتشار العالمي للطائرات المسيرة المسلحة إلى زيادة احتمالية حدوث مواجهة بين هذه الطائرات وبعضها البعض في الأجواء فوق المناطق الساخنة المختلفة في العالم. ويتم استخدام الطائرات المسيرة الصغيرة في الهجمات "الكاميكازية" ضد بعضها البعض لحماية القوات البرية. والسؤال الآن ليس هل سنرى الطائرات المسيرة متوسطة الارتفاع (MALE) وهي تحمل صواريخ جو-جو إلى ساحة المعركة وتبدأ في إسقاط الطائرات المسيرة المعادية، ولكن السؤال الصحيح، متى سنراها؟ فقدرات هذه الطائرات في تطور مستمر، وتخضع للاختبار منذ سنوات عديدة. قد تؤدي هذه التطورات إلى سباق لتسليح المزيد من الطائرات المسيرة بصواريخ جو-جو للدفاع الذاتي وتطوير تدابير مضادة ضد صواريخ العدو. ومن المحتمل أن تشبه أولى معارك الطائرات المسيّرة الحقيقية الأيام الأولى للقتال الجوي، حيث كانت الطائرات البسيطة والعادية تناور للاستحواذ على مواقع استراتيجية لاقتناص فرصة لتوجيه ضربة قاتلة إذا كانت مزودة بصواريخ متقدمة.


المؤلف: د. أولي بيكا سورسا

أستاذ مساعد بأكاديمية ربدان في الإمارات العربية المتحدة. ويركز بحث الدكتور سورسا على القضايا المتعلقة على القوة الجوية، الحروب البحرية الحديثة، الأمن البحري، وقطاع الدفاع والتكنولوجيا، وتطوير الجيوش في أوروبا ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ. وقبل بدء حياته الأكاديمية، عمل د. سورسا في قطاعات الدفاع والفضاء في فنلندا.

المراجع

  • Axe, D. (2012, November 9). Predator drones once shot back at jets... but sucked at it. Wired. https://www.wired.com/2012/11/predator-defenseless/ 
  • Bayraktar Akıncı. BAYKAR Technology | Bayraktar Akıncı. (n.d.). https://baykartech.com/en/uav/bayraktar-akinci/. 
  • Fighting drones take center stage in China’s Zhuhai Air Show. (2022, November 15). Nikkei Asia. https://asia.nikkei.com/Business/Aerospace-Defense/Fighting-drones-take-center-stage-in-China-s-Zhuhai-air-show#:~:text=The%20unit%20displayed%20at%20the,tank %20and%20satellite%2Dguided%20weaponry.&text=China%20is%20also%20making%20advances%20in%20swarm%20drones/.
  • Gunzinger, M., A., Stutzriem, L., A., and Sweetman, B. (February 2024). The need for collaborative combat aircraft for disruptive air warfare. Mitchell Institute for Aerospace Studies. https://mitchellaerospacepower.org/the-need-for-collaborativecombat-aircraft-for-disruptive-air-warfare/.
  • Iddon, P. (2022, October 31). Arming Bayraktars with air-to-air missiles is not a solution to defend Ukraine against Russia’s Iranian drones. Forbes. https://www.forbes.com/sites/pauliddon/2022/10/31/bayraktars-armed-with-air-to-air-missiles-are-not-an-optimal-solution-for-defending-ukraine-against-iranian-drones/?sh=51a7048b4519/. 
  • Parsons, D. (2022, December 2). Ukraine Situation Report: More German gepard air defense gun systems on the way. The War Zone. https://www.thedrive.com/the-war-zone/ukraine-situation-report-more-german-gepard-air-defense-gun-systems-on-the-way/.
  • Pettyjohn, S. (2024). Evolution not revolution: Drone warfare in Russia’s 2022 invasion of Ukraine. Center for New American Security (CNA). https://www.cnas.org/publications/reports/evolution-not-revolution.
  • Rogoway, T. (2020, July 3). F-22 now has AIM-9X but still no helmet mounted display to use with it. The War Zone. https://www.thedrive.com/the-war-zone/8754/f-22-now-has-aim-9x-but-still-no-helmet-mounted-display-to-use-with-it/.
  • Rogoway, T. (2018, March 10). USAF officially retires MQ-1 Predator while MQ-9 Reaper set to gain air-to-air missiles. The War Zone. https://www.thedrive.com/the-war-zone/19122/usaf-officially-retires-mq-1-predator-while-mq-9-reaper-set-to-gain-air-to-air-missiles/.
  • Satam, P. (2022, July 8). Revolution, not really! why Turkish bayraktar drones armed with air-to-air missiles is no big deal!. Latest Asian, Middle-East, EurAsian, Indian News. https://eurasiantimes.com/turkish-bayraktar-drones-armed-with-air-to-air-missiles-is-no-big-deal/. 
  • Sungur Air Defence Missile System. Roketsan. (2021, July 7). https://www.roketsan.com.tr/en/products/sungur-air-defence-missile-system/.
  • Trevithick, J. (2018, September 19). Heat-seeking missile-armed MQ-9 Reaper shot down target drone during exercise. The War Zone. https://www.thedrive.com/the-war-zone/23694/heat-seeking-missile-armed-mq-9-reaper-shot-down-target-drone-during-exercise. 


القتال الجوي بالطائرات المسيرة بات وشيكًا!  لكن قد لا يبدو الأمر كما تعتقد
An error has occurred. This application may no longer respond until reloaded. Reload 🗙