الفئة : مقال فكري
باحث متخصص في الشؤون الأمنية لمنطقة الخليج
27 نوفمبر 2024
مُقدمة
تعد البنية التحتية الحيوية تحت الماء (CUI) ضرورية للعديد من الوظائف اليومية في المجتمعات والاقتصادات الحديثة. تعتبر كابلات الألياف البصرية تحت البحر، وكابلات الكهرباء، وخطوط الأنابيب مكونات أساسية في بنية سلسلة توريد البيانات والطاقة العالمية. حولت شبكات البنية التحتية الحيوية الواسعة تحت الماء قيعان المحيطات إلى مساحات بحرية مكتظة، حيث تنتقل الطاقة والنفط والغاز والمعلومات الرقمية عبر مسافات شاسعة عبر المحيطات. ونظراً لاعتبارها حلاً آمناً وفعالاً لنقل السلع المادية والرقمية، من المتوقع أن تلعب البنية التحتية الحيوية تحت الماء دوراً محورياً في دعم نمو الاقتصاد العالمي.[1] بالرغم من وجودها ففي قاع المحيط بصورة غالباً ما تكون غير مرئية للمستفيدين النهائيين والمستخدمين، فقد تم إغفال حمايتها لفترة طويلة في النقاش العام حول الأمن[2]. لقد أبرز تزايد أعمال التخريب والحوادث غير المقصودة التي تلحق الضرر بالبنية التحتية الحيوية تحت الماء مدى اعتماد الأنشطة المجتمعية الأساسية عليها.
تعريف "الأهمية الحيوية"
يعتمد الازدهار والنمو المستدام للاقتصادات والمجتمعات الحديثة على الأمن الفعال لأمن البنية التحتية الحيوية تحت الماء. ومع ذلك، فإنه من الصعب تحديد ما يجعل البنية التحتية "حيوية" كونها مهمة معقدة تتطلب دراسة ومناقشة متأنية.
في ظل الحاجة الملحة لوضع خطط طوارئ للتصدي لتهديدات الإرهاب العابر للحدود في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، قدم كل من الاتحاد الأوروبي ووزارة الأمن الداخلي الأمريكية بعض الحلول. قامت بروكسل بتصنيف البنية التحتية الحيوية على أنها "أصل أو نظام أو جزء منه […]، وهو ضروري للحفاظ على الوظائف المجتمعية الحيوية، والصحة، والسلامة، والأمن، أو الرفاهية الاقتصادية للناس."[3] أما الولايات المتحدة فقد عرّفتها بأنها "أنظمة وأصول، سواء كانت مادية أو افتراضية، ذات أهمية حيوية […] بحيث أن تعطيل أو تدمير هذه الأنظمة والأصول سيكون له تأثير مدمر على الأمن القومي، أو الأمن الاقتصادي الوطني، أو الصحة العامة، أو السلامة، أو أي مزيج من هذه الأمور."[4]
يعتمد مفهوم "البنية التحتية الحيوية" في المقام الأول على تصور الناظر للأصول سواء كان من القطاع العام أو الخاص. وبالتالي، فإن تسمية أحد الأصول بأنها "حيوية" تنبع في الأساس من الاختيار السياسي[5]. ومع ذلك، وبصرف النظر عن الاعتبارات التقديرية، يمكن اعتبار البنية التحتية "حيوية" عندما يؤدي تعطيلها إلى إحداث تأثيرات عكسية تعرقل بشدة الأداء العادي للأصول في القطاعات الأخرى. بعبارة أخرى، يبدو الترابط بين الأصول المختلفة أمرًا بالغ الأهمية في جعل أحد الأصول "حيوياً".
استعراض "عصر البنية التحتية للمحيطات"
على مدى العقود الماضية، ساهم التزايد الكبير للأنشطة البشرية في المجال البحري - والتي يُفهم منها أنها أنشطة بشرية لها آثار سلبية على البيئة، مثل صيد الأسماك والشحن واستغلال قاع البحار العميقة - بشكل كبير في تطوير شبكة كثيفة من البنى التحتية البحرية على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية، مما دشن ما أطلق عليه كريستيان بويجر، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة كوبنهاجن، "عصر البنى التحتية للمحيطات". [6] في عصر البنية التحتية للمحيطات، تعد البنية التحتية الحيوية تحت الماء جزءًا محوريًا من آلة البنية التحتية البحرية العالمية، وخاصة تلك التي تتعلق بالطاقة والاتصالات
لا تزال الوقود الأحفوري مصدرًا رئيسيًا للطاقة على مستوى العالم. يُعتبر قاع المحيط عنصرًا محوريًا في سلسلة توريد المنتجات البترولية العالمية، حيث يُستخدم كوسيلة لاستخراج النفط الخام والغاز الطبيعي وتوزيعهما. تاريخيًا، تساهم منشآت الاستخراج البحرية بنحو ثلث الإنتاج العالمي للوقود الأحفوري[7]. تلعب خطوط الأنابيب البحرية دورًا مزدوجًا في سلسلة إمداد الطاقة: أولاً، تنقل المواد الهيدروكربونية من المنصات البحرية إلى المنشآت الساحلية؛ ثانيًا، تقوم بتوزيعها عبر سوق الطاقة. تُقدَّر أطوال الأنابيب النشطة على قاع البحر عالميًا بأكثر من 32,000 كيلومتر[8].
دفعت الحاجة الملحّة لمواجهة تغير المناخ والحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري صناعة الطاقة والحكومات على البحث عن مصادر طاقة بديلة. ويشهد تطوير حلول الطاقة الخضراء البحرية تزايدًا سريعًا كبديل واعد لدفع عجلة التحول في مجال الطاقة، خاصة من خلال مزارع الرياح البحرية العائمة، ومزارع الألواح الكهروضوئية، وجزر الطاقة. [9] ينمو سوق تقنيات الطاقة المتجددة البحرية بشكل ملحوظ. في عام 2023، بلغ إجمالي القدرة المركبة عالميًا من الرياح البحرية والطاقة الكهروضوئية العائمة 67.4 جيجاوات و5.9 جيجاوات على التوالي. [10] تُنتج مزارع الطاقة الخضراء البحرية الطاقة المتجددة في البحر وتستخدم كابلات مغمورة لنقل الكهرباء إلى شبكات الطاقة.
تُعد كابلات الألياف الضوئية تحت سطح البحر العمود الفقري للبنية التحتية للاتصالات والبيانات الرقمية، حيث تنقل ما يصل إلى 99 % من جميع الاتصالات الرقمية عبر المحيطات. [11] اعتبارًا من يونيو 2024، يعمل أكثر من 600 كابل بحري كطرق عالمية لنقل الصوت الإنترنت، حيث تمتد على قاع البحر لأكثر من 1.4 مليون كيلومتر. [12] تجدر الإشارة إلى أن اتحادات دولية من الشركات الخاصة – مثل شركة Alcatel Submarine Networks الفرنسية، وشركة NEC Corporation اليابانية، وشركة Huawei Marine Networks الصينية – تلعب دورًا بالغ الأهمية في بنية البيانات العالمية التي تدير دورة حياة الكابلات البحرية بالكامل، من البناء إلى النشر والصيانة. [13]
بقدر ما هي حساسة، فهي عُرضة للخطر
يمكن تنظيم مشهد تهديدات البنية التحتية الحيوية تحت الماء بناءً على معيارين. العامل الأول هو المجال، سواء كان ماديًا أو رقميًا، الذي يُلحق الضرر بالبنية التحتية الحيوية تحت الماء. أما العامل الثاني هو النية، حيث يُشير إلى إذا كان الضرر ناتجًا عن عمل متعمد أو حادث غير مقصود.
الشكل 1 مشهد التهديد الذي تشكله البنية التحتية الحيوية تحت الماء (المصدر: إعداد المؤلف)
قد تؤدي الأخطار الطبيعية، مثل الانفجارات البركانية، والانهيارات الأرضية تحت الماء، والزلازل تحت سطح البحر إلى تعطيل وظائف البنية التحتية الحيوية تحت الماء. ومن الأمثلة على ذلك، الانفجار البركاني الذي عطل اتصال الإنترنت بجزيرة تونغا في المحيط الهادئ عام 2022. [14] ومع ذلك، تسهم الكوارث الطبيعية بحوالي 10-14% من جميع الأعطال المسجلة في الكابلات. [15] وتعد الحوادث-البشرية غير المقصودة السبب الرئيسي لأعطال الكابلات، إذ تسهم بنسبة تقارب 70% من الأعطال السنوية. تُعد صناعتا الصيد والشحن البحري الأكثر تسبباً في أضرار الكابلات، خاصة من خلال طرق الصيد بالشباك القاعية وممارسات الإهمال في استخدام المرساة. [16] من المرجح أن يؤدي تكثيف الأنشطة البشرية في البحار إلى زيادة الأعطال غير المقصودة في البنية التحتية الحيوية تحت الماء التي تسببها هذه الأنشطة. ومع ذلك، يشكل استهداف البنية التحتية عمدًا كنوع من التخريب مصدر قلق لصناعة الكابلات البحرية ومستخدميها النهائيين.
يساهم عاملان مهمان في تشكيل مشهد التهديدات المعاصرة للبنية التحتية الحيوية تحت الماء. أولاً، يوفر التطور التقني السريع للمنصات تحت الماء للجهات الخبيثة وسائل فعالة لتنفيذ عمليات قتالية في المناطق الرمادية بنجاح. تُعرف الأساليب التعبوية في حرب المنطقة الرمادية بأنها إجراءات تخريبية أقل من الحرب المباشرة، تقلل من خطر اكتشاف الفاعل/الجاني وتزيد من الغموض حول المشاركة به ، مما يجعل من الصعب على الضحايا التمييز بين الأخطار الطبيعية وأعمال التخريب. ثانياً، تُظهِر شبكات البنية التحتية الحيوية تحت الماء ترابطًا وتداخلاً غير مسبوقين على المستويين الإقليمي والعالمي، مما يعني انه يمكن لفشل البنية التحتية الحيوية تحت الماء أن يُسَبِب تأثيرات سلبية شديدة في مناطق بعيدة عن مركز الحادث.
تعتبر الحوادث البحرية الأخيرة للبنية التحتية الحيوية تحت الماء في بحر البلطيق مثالاً نموذجياً على ضعف هذه البنية والتحديات التي تواجه تحديد المسؤولية بوضوح عن أعطالها.
في 26 سبتمبر 2022، تسببت عدة انفجارات في تضرر ثلاثة من الأنابيب الأربعة في خط أنابيب نورد ستريم، وهي شبكة من الأنابيب تحت سطح البحر تنقل الغاز الطبيعي من روسيا إلى ألمانيا. [17] وقد أثبتت التحقيقات التي استمرت لمدة عامين عدم التوصل الى لنتائج حاسمة [18]، حيث تبادلت الأطراف الرئيسية الاتهامات. [19] وفي منتصف أغسطس 2024، أصدرت ألمانيا مذكرة اعتقال بحق مشتبه به من الجنسية الأوكرانية على خلفية تفجير خط نورد ستريم. [20] ومع ذلك، تواصل بعض الدول الإقليمية دعم فرضية الهجوم الروسي المزيف. [21]
في 8 أكتوبر 2023، تم اكتشاف تسرّب في خط أنابيب Balticconnector، وهو خط أنابيب للغاز الطبيعي يبلغ طوله 151 كيلومترًا يربط بين فنلندا وإستونيا [22]. أكدت تحقيقات القوة البحرية الفنلندية وجود أضرار في خط الغاز وكابلين للاتصالات. وتركزت التحقيقات على سفينة الحاويات Newnew Polar Bear المسجلة في هونغ كونغ، حيث أظهر نظام التعرف الآلي للسفينة – وهو نظام بث على متن السفينة – وجودها بالقرب من Balticconnector في وقت الحادث. واستعادت السلطات الفنلندية مرساة السفينة من قاع البحر قرب موقع التسرّب، وتشير الأدلة إلى أن مرساة السفينة المتحركة تسببت في الأضرار. [23] لاحقًا، اعترفت الصين بمسؤولية السفينة Newnew Polar Bear عن الحادث، لكنها صنّفته كحادث غير مقصود ناتج عن عاصفة مدّية. [24] مع ذلك، لا تزال التحقيقات الجنائية الإستونية-الفنلندية مستمرة لتحديد طبيعة الحادث. [25]
يمكن أن تؤدي الأعمال التخريبية المتعمدة أيضًا إلى حوادث بحرية غير مقصودة، كما يتضح من قطع كابلات البيانات في البحر الأحمر جراء سحب مرساة سفينة الشحن الكبيرة MV Rubymar التي تعرضت للغرق. [26] شنت جماعة أنصار الله، كجزء من حملتها ضد الشحن البحري [27]، وهي جماعة متمردة يمنية تُعرف بالحوثيين، هجومًا صاروخيًا على السفينة في 18 فبراير 2024. وفي نهاية الأمر، غرقت السفينة بعد ستة أيام، ما تسبب في إتلاف أربعة من حوالي 20 كابلاً من كابلات البيانات الموجودة في قاع البحر الأحمر. وقدرت شركة HGC Global Communications، التي تتخذ من هونغ كونغ مقراً لها وواحدة من مالكي الكابلات، أن الحادث أثر على 25 % من الإنترنت بين آسيا وأوروبا [28]. قبل الحادث، وعلى الرغم من افتقار الحوثيين لقدرات تخريبية متقدمة في قاع البحر، أطلقت حسابات مرتبطة بالحوثيين تهديدات مبهمة على شبكات التواصل الاجتماعي تهدف إلى امتداد الصراع إلى قاع البحر الأحمر. [29] ومع استمرار الهجوم البحري الحوثي، شكّل تنفيذ عمليات الإصلاح مغامرة ذات مخاطر عالية. يظل البحر الأحمر عقدة حيوية لحركة البيانات عبر القارات [30]، وقد تؤدي الهجمات الجديدة إلى مزيد من الأعطال في البنية التحتية الحيوية تحت الماء.
تقاسم العبء
كانت الزيادة الحادة في أعطال البنية التحتية الحيوية تحت الماء بمثابة جرس إنذار للقيادة العسكرية والسياسية في أوروبا بشأن ضعف هذه البنية التحتية أمام الأساليب التعبوية الهجينة وضرورة تصميم تدابير فعالة للتخفيف من هذه المخاطر. [31]
اتخذت منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي خطوات ملموسة لتعزيز الوعي بالموقف البحري في قاع البحر. باختصار، يسعى الوعي بالموقف البحري إلى تحسين الأمن في البحار من خلال تزويد البحارة بصورة كاملة لأي حدث أو نشاط قد يؤثر على المجال البحري. [32] في الواقع، يعزز مقدمو خدمات الأمن البحري الوعي بالموقف البحري من خلال تنفيذ عمليات المراقبة وتقييم التهديدات، والتي يتم مشاركتها بعد ذلك مع الشركاء المعنيين عبر تحديثات منتظمة للتهديدات، والتوصيات، وتعليمات السلامة. يعد تحسين الوعي بالموقف البحري في قاع البحر أيضًا أمرًا محوريًا لاستراتيجية "الردع بالكشف" التي تبناها كل من حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.
لقد قاد حلف شمال الأطلسي (الناتو) الجهود متعددة الأطراف لحماية البنية التحتية الحيوية تحت الماء من خلال إنشاء كيانات جديدة مخصصة خصيصًا لأمن البنية التحتية الحيوية تحت الماء وتعزيز جاهزية القوات العسكرية للحلف في المجال تحت الماء. [33]
على الجانب التنظيمي، تم تأسيس خلية تنسيق البنية التحتية الحيوية تحت البحر في مقر حلف شمال الأطلسي في فبراير 2023 في بروكسل، بلجيكا. كان الهدف الرئيسي لهذه الخلية الجديدة هو رسم خرائط للثغرات الأمنية وتيسير التعاون بين الأطراف العسكرية والمدنية والصناعية. [34] في يوليو 2023، اتفقت الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي في قمة فيلنيوس على إنشاء "مركز الناتو البحري لأمن البنية التحتية الحيوية تحت البحر" بهدف تحديد الثغرات الأمنية في البنية التحتية الحيوية تحت الماء والتخفيف منها، بالإضافة إلى وضع الحلفاء في وضعية تمكنهم من الاستعداد، والردع، والدفاع ضد التهديدات الهجينة للبنية التحتية الحيوية تحت الماء. [35] يقع المركز في القيادة البحرية للناتو في نورث وود، المملكة المتحدة، وقد وصل إلى القدرة العملياتية الأولية في مايو 2024. [36]
على الجانب العملياتي، نفذ حلفاء الناتو العديد من التدريبات العسكرية المشتركة ضمن سيناريوهات تمارين تعبوية تحت الماء لتعزيز قدراتهم في عمليات الطيف الكامل البحرية. على سبيل المثال، ركزت تمارين "ديناميك مونغوس 24" و"ديناميك مانتا 24" على الحرب ضد الغواصات [37]، بينما كانت تمرين "أوبن سبيريت 24" مخصصًا لإزالة الألغام [38]، في حين ركزت تمرين "ديناميك موناك 24" على إنقاذ الغواصات. [39] تعزز هذه العمليات العمل البيني بين القوات المختلفة، وتضمن تكاملًا سريعًا بين الوحدات، كما تعزز استعداد قوات حلف شمال الأطلسي في المجال تحت الماء.
نظرًا لطبيعة للبنية التحتية الحيوية تحت الماء العابرة للحدود، فإن التنسيق بين الدول أصبح أمرًا بالغ الأهمية لضمان المرونة والجاهزية. وفي هذا الصدد، أثبتت الجهود المشتركة بين حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي لبناء التظافر في تعزيز أمن البنية التحتية الحيوية تحت الماء أنها تستحق الاهتمام. ففي يناير 2023، اتفق الطرفان على إطلاق قوة واجب مشتركة بشأن صمود وتجاهزية البنية التحتية الحيوية. وتهدف قوة الواجب المشتركة إلى ضمان جاهزية البنية التحتية الحيوية، والتكنولوجيا، وسلاسل الإمداد الاستراتيجية بالنسبة للطرفين، مع اتخاذ إجراءات التخفيف الملموسة من خلال تعزيز التعاون بين الموظفين[40]. في يونيو 2023، أصدرت قوة الواجب المشتركة بين الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي تقريرًا نهائيًا عن جاهزية البنية التحتية الحيوية، الذي تناول الثغرات الأمنية والتوصيات لتعزيز حماية البنية التحتية الحيوية تحت الماء.[41]
الاستنتاجات
تسعى المجتمعات والاقتصادات المعاصرة للتكيف مع التحول الرقمي والتحول في مجال الطاقة. وقد برزت البنية التحتية الحيوية تحت الماء بسرعة باعتبارها أداة محورية لتمكين نظام عالمي أكثر استدامة وترابطًا. ومع اعتماد العديد من الوظائف المجتمعية الأساسية بشكل وثيق على البنية التحتية الحيوية تحت الماء، أظهر الجناة الخبيثون عزيمة وقدرة متزايدة على استخدام هذه البنية التحتية كسلاح من خلال الأساليب التعبوية القتالية في المناطق الرمادية. دفعت الزيادة في الحوادث البحرية غير المفسرة وأعمال التخريب المخطط لها المخططين العسكريين وصانعي السياسات إلى جعل حماية البنية التحتية الحيوية تحت الماء أولوية سياسية. تعد البنية التحتية الحيوية تحت الماء من الأصول التي يصعب مراقبتها عندما تمتد عبر مناطق اختصاص مختلفة في بيئة تتميز بظروف جغرافية قاسية. ومع ذلك، تعتمد جاهزية وحماية البنية التحتية الحيوية تحت الماء على المدى الطويل على قدرة الأطراف المختلفة على تصميم وتنفيذ حلول فعالة بشكل مشترك لتحسين الوعي بالموقف البحري في قاع البحر.
[1] ‘The 'underwater’ domain: the new global race is played out in the ocean depths,’ Lightbox, July 9, 2024, https://lightbox.terna.it/en/transition/underwater.
[2] Bueger, C. and Liebetrau, T., ‘Protecting hidden infrastructure: The security politics of the global submarine data cable network,’ Contemporary Security Policy, Vol. 42, n. 3, 2021, pp. 391-413, https://doi.org/10.1080/13523260.2021.1907129.
[3] ‘Council Directive 2008/114/EC on the identification and designation of European critical infrastructures and the assessment of the need to improve their protection,’ 2008, Official Journal of the European Union, L 345, p. 75, https://eur-lex.europa.eu/legal-content/en/TXT/?uri=CELEX%3A32008L0114.
[4] ‘National Infrastructure Protection Plan – Partnering to enhance protection and resiliency,’ U.S. Department of Homeland Security, 2008, p. 7, https://www.dhs.gov/xlibrary/assets/NIPP_Plan.pdf.
[5] Bueger, C. and Liebetrau, T., ‘Critical maritime infrastructure protection: What’s the trouble?,’ Marine Policy, 155, 2023, pp. 1-8, https://doi.org/10.1016/j.marpol.2023.105772.
[6] Bueger, C. ‘Maritime Security in the age of infrastructure,’ in Leucci, P. and Vianello, I. (eds) AscoMare Yearbook on the Law of the Sea Volume 3 – Maritime Security, New Technology and Ethics, Luglio Editore, 2024, p. 75, https://ascomare.com/wp-content/uploads/2024/08/ascomare_yearbook_on_the_law_of_the_sea-_-vol-3-74-89.pdf.
[7] ‘Offshore Oil and Gas Production,’ Planete Energies, November 8, 2015, https://www.planete-energies.com/en/media/article/offshore-oil-and-gas-production.
[8] Captain Don Walsh, U.S. Navy (Retired), ‘Seafloor Cables and Pipelines: Are They Secure?,’ U.S. Naval Institute, Proceedings Vol. 149/3/1,44, March 2023, https://www.usni.org/magazines/proceedings/2023/march/seafloor-cables-and-pipelines-are-they-secure.
[9] Casey, J., ‘The future is offshore,’ Energy Global, June 21, 2024, https://www.energyglobal.com/special-reports/21062024/the-future-is-offshore/.
[10] ‘Global Offshore Wind Report 2023,’ WFO, April 2024, https://wfo-global.org/wp-content/uploads/2024/04/WFO-Report-2024Q1.pdf. ‘Global Floating Solar Market Research Report: Forecast (2024-2030),’ MarkNtel Advisors, July 2024, https://www.marknteladvisors.com/research-library/global-floating-solar-market.html#:~:text=The%20Global%20Floating%20Solar%20Market,around%205.9%20GW%20in%202023.
[11] ‘Undersea Telecommunication Cables: Technology Overview and Issues for Congress,’ Congressional Research Service, September 13, 2022, https://crsreports.congress.gov/product/pdf/R/R47237.
[12] ‘Submarine Cable Frequently Asked Questions,’ TeleGeography, https://www2.telegeography.com/submarine-cable-faqs-frequently-asked-questions.
[13] Csernatoni, R., ‘The Geopolitics of Submarine Cables, the Infrastructure of the Digital Age,’ ISPI, June 22, 2022, https://www.ispionline.it/en/publication/geopolitics-submarine-cables-infrastructure-digital-age-35516.
[14] Herlevi, A. ‘Pacific Connectivity and Tonga’s Volcanic Eruption,’ CNA, February 3, 2022 https://www.cna.org/our-media/indepth/2022/02/pacific-connectivity-and-tongas-volcanic-eruption.
[15] Claire, M., ‘Submarine Cable Protection and the Environment. An Update from the ICPC,’ International Cable Protection Committee, April 2024, https://www.iscpc.org/publications/submarine-cable-protection-and-the-environment/. ‘The Biggest Threat to Subsea Cables,’ Ultramap Global, April 19, 2021, https://www.iscpc.org/publications/submarine-cable-protection-and-the-environment/ICPC_Public_EU_March%202021.pdf.
[16] ‘The Biggest Threat to Subsea Cables,’ Ultramap Global.
[17] ‘The Pipeline,’ Nord Stream, https://www.nord-stream.com/the-project/pipeline/.
[18] Ahlander, J. and Ringstrom, A., ‘Sweden ends Nord Stream sabotage probe, hands evidence to Germany,’ Reuters, February 7, 2024, https://www.reuters.com/world/europe/sweden-ends-investigation-into-nord-stream-pipeline-blasts-2024-02-07/; Jacobsen, S. and Rasmussen, L., ‘Denmark ends probe into 'deliberate' Nord Stream pipeline blasts,’ Reuters, February 26, 2024, https://www.reuters.com/world/europe/denmark-ends-investigation-into-nord-stream-pipeline-blasts-2024-02-26/.
[19] ‘Russia’s Lavrov says ‘clear’ that US ordered 2022 Nord Stream blasts,’ Al Jazeera, August 2024, https://www.aljazeera.com/news/2024/8/19/russias-lavrov-says-clear-that-us-ordered-2022-nord-stream-blasts.
[20] Giordano, E. ‘Germany issued arrest warrant for Ukrainian over Nord Stream bombing, reports say,’ Politico, August 14, 2024, https://www.politico.eu/article/german-authorities-obtain-first-arrest-warrant-ukraine-nord-stream-bombing/.
[21] Janjevic, D., ‘Nord Stream sabotage: How are the key players reacting?,’ DW, August 16, 2024, https://www.dw.com/en/nord-stream-sabotage-how-are-key-players-reacting/a-69964635.
[22] ‘Explainer: What is the Balticconnector pipeline?,’ Reuters, October 11, 2023, https://www.reuters.com/business/energy/what-is-balticconnector-pipeline-2023-10-10/.
[23] Lehto, E., ‘Finland says gas pipeline likely broken by ship dragging anchor,’ Reuters, October 24, 2023, https://www.reuters.com/world/europe/finland-retrieves-anchor-seabed-near-broken-gas-pipeline-2023-10-24/.
[24] Berminghamin, F., ‘Beijing admits Hong Kong-flagged ship destroyed key Baltic gas pipeline ‘by accident’,’ South China Morning Post, August 12, 2024, https://www.scmp.com/news/china/diplomacy/article/3274120/china-admits-hong-hong-flagged-ship-destroyed-key-baltic-gas-pipeline-accident.
[25] ‘China admits container ship Newnew Polar Bear damaged undersea gas pipeline,’ EER News, August 12, 2024, https://news.err.ee/1609422658/china-admits-container-ship-newnew-polar-bear-damaged-undersea-gas-pipeline.
[26] Watson, E., ‘Ship sunk by Houthis likely responsible for damaging 3 telecommunications cables under Red Sea,’ CBS News, March 6, 2024, https://www.cbsnews.com/news/houthis-ship-cutting-red-sea-telecommunications-cables/.
[27] Noam Raydan, N. ‘Houthi Ship Attacks Pose a Longer-Term Challenge to Regional Security and Trade Plans,’ The Washington Institute for Near East Policy, June 26, 2024, https://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/houthi-ship-attacks-pose-longer-term-challenge-regional-security-and-trade-plans.
[28] ‘Statement - Supplementary Information of HGC Global Communications Regarding Submarine Cable Damage in the Red Sea To Demonstrate Hong Kong as International Telecommunication Hub,” HGC Global Communication, March 4, 2024, https://www.hgc.com.hk/press-releases/statement-supplementary-information-of-hgc-global-communications-regarding-submarine-cable-damage-in-the-red-sea-to-demonstrate-hong-kong-as-international-telecommunication-hub-to-demonstrate-hong-kong-as-international-telecommunication-hub.
[29] ‘In Veiled Threat, Telegram Channels Linked To Houthi Ansar Allah Movement Point To Submarine Internet Cables Off Yemeni Coast,’ MEMRI, December 26, 2023, https://www.memri.org/jttm/veiled-threat-telegram-channels-linked-houthi-ansar-allah-movement-point-submarine-internet.
[30] ‘Submarine Cable Map,’ TeleGeography, https://www.submarinecablemap.com/.
[31] Milne, R., Foy, H., and David, S., ‘Sabotage of gas pipelines a wake-up call for Europe, officials warn,’ Financial Times, September 29, 2022, https://www.ft.com/content/ad885fea-035f-4b93-98e7-c75da2c308f8.
[32] ‘Maritime Situational Awareness,’ NATO Centre of Excellence for Operations in Confined and Shallow Waters, https://www.coecsw.org/our-work/projects/maritime-situational-awareness/.
[33] Monaghan, S. et. al., ‘NATO’s Role in Protecting Critical Undersea Infrastructure,’ CSIS, December 19, 2023, https://www.csis.org/analysis/natos-role-protecting-critical-undersea-infrastructure. Bueger, C., ‘NATO’s Contribution to Critical Maritime Infrastructure Protection,’ Center for Maritime Strategy, January 19, 2024, https://centerformaritimestrategy.org/publications/natos-contribution-to-critical-maritime-infrastructure-protection/.
[34] ‘NATO stands up undersea infrastructure coordination cell,’ NATO, February 15, 2023, https://www.nato.int/cps/en/natohq/news_211919.htm.
[35] ‘Vilnius Summit Communiqué,’ NATO, July 2023, https://www.nato.int/cps/en/natohq/official_texts_217320.htm.
[36] ‘NATO officially launches new Maritime Centre for Security of Critical Undersea Infrastructure,’ NATO, May 28, 2024, https://mc.nato.int/media-centre/news/2024/nato-officially-launches-new-nmcscui.
[37] ‘Dynamic Mongoose 24 strengthens NATO’s anti-submarine warfare capability, including new ally Sweden,’ NATO, May 10, 2024, https://mc.nato.int/media-centre/news/2024/dynamic-mongoose-24-strengthens-nato-antisubmarine-warfare-capability-including-sweden; ‘NATO boosts anti-submarine, anti-surface warfare readiness during exercise Dynamic Manta in Italy,’ NATO, March 11, 2024, https://mc.nato.int/media-centre/news/2024/nato-boosts-antisubmarine--antisurface-warfare-readiness-during-exercise-dynamic-manta-in-italy.
[38] ‘Minesweeping the Baltic Sea on Open Spirit 2024,’ NATO, April 29, 2024, https://mc.nato.int/media-centre/news/2024/minesweeping-the-baltic-sea-on-open-spirit-2024.
[39] ‘NATO demonstrates close collaboration between Allies in submarine rescue Exercise Dynamic Monarch 24,’ NATO, September 23, 2024, https://mc.nato.int/media-centre/news/2024/nato-demonstrates-close-collaboration-between-allies-in-submarine-rescue-exercise-dynamic-monarch-24.
[40] ‘NATO and the EU set up taskforce on resilience and critical infrastructure,’ NATO, January 11, 2023, https://www.nato.int/cps/en/natohq/news_210611.htm.
[41] ‘EU-NATO TASK FORCE ON THE RESILIENCE OF CRITICAL INFRASTRUCTURE – FINAL ASSESSMENT REPORT,’ European Commission, June 2023, https://commission.europa.eu/system/files/2023-06/EU-NATO_Final%20Assessment%20Report%20Digital.pdf.