صحفية، شبكة أبو ظبي للإعلام، صحيفة الاتحاد-الإنجليزية
يولي مركز ربدان للأمن والدفاع اهتماما بالغا بالتهديدات الناشئة وبشكل خاص الجغرافيا السياسية والأمن البشري والصراع والتعاون الأمني الإقليمي، وفي الوقت نفسه يعمل على تطوير مجالات متخصصة في تكنولوجيا الدفاع والعلاقات المدنية والعسكرية. وفي مقابلة مع صحيفة الاتحاد، كشف الدكتور وان زكري إدريس، مدير مركز ربدان للأمن والدفاع بالانابة، عن برنامج أعمالهم لعام 2025.
"بالنسبة لعامي 2025 و2026، سنركز على تقييم التهديدات والمخاطر الجيوسياسية وصراعات الأمن البشري والتعاون الأمني الإقليمي، بينما سنتناول على الصعيد الدفاعي العلاقات المدنية العسكرية والتوجهات في مجال الدفاع، والابتكارات."
وقد أكد الدكتور إدريس على أهمية معالجة الاحتياجات الناشئة كتقييم التهديدات والجغرافيا السياسية، مع التركيز بشكل خاص على تكنولوجيا الدفاع والعلاقات المدنية العسكرية.
وفيما يتعلق بالأمن السيبراني، "على المستوى المؤسسي، فثمة حاجة مُلحّة لإتقان الأمن السيبراني. وأضاف "إننا نعمل على بناء المواهب داخل المركز لفهم هذه التوجهات، وكوننا جزءًا من أكاديمية ربدان فإن هذا من شأنه أن يساهم في تعزيز قدرتنا على التعامل مع هذه الاتجاهات بشكل فعال".
وأكد الدكتور إدريس أن التعاون هو الركيزة الرئيسة لتنفيذ هذه المشاريع، مشيرا إلى "أننا نحتاج إلى تحديد الشركاء الرئيسيين المعنيين بمجالات الأمن والدفاع ونعمل سويّةً لتعزيز التعاون بيننا". "نحن بحاجة إلى الجمع بين اللاعبين الدوليين والمختصين في مجالات السلامة والأمن والدفاع".
وأوضح الدكتور إدريس أن خطتهم الكبرى تتمثل في بناء تقييم تفاعلي للقضايا الأمنية من خلال جمع البيانات وتصميم مخطط حراري، إلى جانب خطط لمواصلة هذا الاهتمام بعد عام 2025.
وفي حديثه عن خططهم المستقبلية، أشار الدكتور إدريس إلى هدفهم في بناء مخرجات بحثية تعتمد على تصميم مخطط حراري.
"يعرض تصميم المخطط الحراري البيانات بمخرجات مستقرة على المحورين السيني والصادي (الأفقي والعمودي)، مما يوفر عرضًا تفاعليًا لمخرجات البحث من خلال الصور المرئية الديناميكية بدلاً من النص أو الرسوم البيانية المعقدة فقط."
وفيما يتعلق بدعم تقييمات التهديدات غير المتكافئة، فقد قال إن الحل المبتكر الأول هو توسيع فريق الخبراء والممارسين المتخصصين في مجال الأمن والدفاع في الدولة. ويشمل ذلك الأفراد العسكريين، وموظفي الطوارئ والإسعافات الأولية.
ويكمن الحل المبتكر الثاني في إرساء الطابع الديمقراطي على مشروعهم البحثي من خلال تقديم مخرجات البيانات من خلال مخططات حرارية وترويجها للإعلاميين ومجتمعات رجال الأعمال والمواطنين العاديين.
وأضاف قائلاً أنّ جهودهم في الاتصال الاستراتيجي تهدف إلى التعاون مع وسائل الإعلام بغية الوصول إلى فهم عام وواضح للمخرجات. ويتماشى هذا مع المشاركة المستمرة لكل من الشركاء الداخليين والخارجيين على حدٍ سواء.
وفيما يتعلق بخارطة الشركاء الرئيسيين، قال الدكتور إدريس: "نحن نعتبر أن جميع الشركاء هم شركاء مهمين لدينا، وفي نفس الوقت فإننا نتطلع أيضًا أن نكون مهمين بالنسبة لهم. وهذا من شأنه أن يساعدنا في تحديد أولويات أهميتهم في مشاركتنا والتعرف على الشركاء الذين يشكلون أهمية بالغة لمبادراتنا".
وناقش أيضاً جهود التقييم المعيارية لدى مركز ربدان للأمن والدفاع لتوسيع نطاق تأثيرهم في صنع السياسات، قائلاً: "تتضمن عملية المقارنة المعيارية بين استراتيجياتنا ومراكز الفكر الأخرى في دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم من أجل تعلّم وتبني استراتيجيات مناسبة."
وفي إطار حديثه عن التعاون، قال الدكتور إدريس: "حاليًا، تمتد شراكتنا مع العديد من معاهد ومؤسسات التعليم العالي. منذ انطلاقتنا في شهر أّيّار، وقّعنا مذكرة تفاهم مع معهد الشرق الأوسط (MEI)، وهو مركز أبحاث مقره الولايات المتحدة يركز على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وبحلول عام 2025، فإننا نهدف إلى تحويل هذه الشراكة إلى مشاريع ملموسة. كما أننا نسعى أيضًا إلى إقامة شراكات جديدة في أفريقيا وجنوب شرق آسيا، ونخطط لبناء قاعدة بيانات شاملة لمراكز الفكر والمؤسسات لتعزيز المزيد من التعاون. وفي الوقت الحالي، يُعتبر معهد الشرق الأوسط شريكنا الرسمي في الولايات المتحدة".
وفيما يتعلق بإدارة الأزمات، فقد أكد الدكتور إدريس التحوّل نحو مبدأ الوقاية بدلاً من سياسة ردود الأفعال، مشدّداً على ضرورة إدراج مختلف جوانب استمرارية الأعمال والجهود الإنسانية.
"سيركز نهجنا على الوقاية المبكرة وتنويع اللاعبين والممكنين المشاركين في إدارة الأزمات."
"نحن في صدد الانتهاء من خططنا التوسعية لعام 2025. سينصَبُّ تركيزنا الرئيسي على توسيع الفريق وتنمية ثقافة العمل عالية الأداء في مركز ربدان للأمن والدفاع. وهذا من شأنه أن يعزز قدرتنا على إنتاج مخرجات عالية الجودة تلبي الاحتياجات على مستوى الإقليم والدّولة على حد سواء. باختصار، فإن توسيع الفريق والتطوير الهيكلي هما من الأولويات الأساسية لدينا".
وأضاف الدكتور إدريس أن المركز يخطط لإنشاء أربع استراتيجيات قصيرة المدى: تشكيل شراكات مع مراكز بحثية أخرى داخل دولة الإمارات وخارجها، وتنظيم مؤتمر دولي حول آفاق الدفاع والأمن الإقليمية - وهي مبادرة لم يتم طرحها بعد من قِبَل مراكز بحثية أخرى في دولة الإمارات العربية المتحدة - ودعم الندوات والموائد المستديرة الأصغر حجماً، وتعزيز الرؤية من خلال المشاركة الإعلامية لعرض قيمها ومنتجاتها.
واختتم الدكتور إدريس حديثه قائلاً "إننا نخطط لإنشاء قاعدة بيانات خاصة بنا حتى نتمكن من تقديمها باستخدام نهج المخطط الحراري وعرض منشوراتنا الخاصة به".