أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة - 10أكتوبر 2024: عقد «مركز ربدان للأمن والدفاع»، مركز الفكر والرأي المُتخصِّص في الدِّراسات الأمنية والدفاعية، حلقة نقاشية متخصصة تحت عنوان "الطائرات المسيرة: تحليل واقعي"، بهدف تسليط الضوء على تأثيرها غير المسبوق في الحروب الحديثة فضلاً عن مزاياها وأخطارها الكامنة.
وجمعت الحلقة النقاشية خبراء عالميين متخصصين في حروب الطائرات المسيرة، الذين قدَّموا تحليلاً نوعيَّاً عن "حروب الطائرات المسيرة" اليوم، ومستقبل هذه التكنولوجيا في تغيير الحرب من شكلها التقليدي، مُقدِّمين أمثلةً من أرض الواقع من تجارب حقيقية يعيشها عالم اليوم.
وأدار الجلسة د. كريستيان ألكسندر، باحث أول في «مركز ربدان للأمن والدفاع»، بمُشاركة كل من: د. نيلز نورلاندر، أستاذ مساعد في برنامج الدفاع والأمن في أكاديمية ربدان، د. بريندون كانون، أستاذ مساعد في الأمن الدولي في جامعة خليفة، د. أولي بيكا سورسا، أستاذ مساعد في برنامج الأمن الوطني في أكاديمية ربدان، د. فرانشيسكو ميلان، أستاذ مساعد، برنامج الدفاع والأمن في أكاديمية ربدان.
وقدَّمَ المتحدثون مساهمات نوعية في مواضيع استراتيجية تحظى باهتمامٍ عالميٍّ كبير، والتي شملت الاتجاهات في تطوير تكنولوجيا الطائرة المسيرة، الطائرات المسيرة في الصراعات بالوكالة، الطائرات المسيرة في الصراعات بين الدول، الطائرات المسيرة في حروب مكافحة الإرهاب، الى جانب استخدام الجهات غير الحكومية الفاعلة للطائرات المسيرة في الصراع.
ورحَّب سعادة جيمس مورس، رئيس أكاديمية ربدان، بالخبراء والباحثين والمتخصصين من مختلف المؤسسات الوطنية والعالمية المرموقة، مُشيراً الى أن مُشاركتهم ومساهمتهم في هذه الحلقات النقاشية تُسهم في تحقيق رؤية «مركز ربدان للأمن والدفاع»، والتي تهدف الى تعزيز السلام والاستقرار والأمن في الشرق الأوسط والعالم، وتقديم تحليلاً دقيقاً وتوصياتٍ خاصة بالسياسات الاستراتيجية والاستشارات الفعالة.
وأكَّد مورس على أهمية هذه الحلقة النقاشية في تحليل أثر التغيرات التكنولوجية على مستقبل الدفاع والأمن، والتي لم يشهد لها العالم مثيلاً من قبل، مُضيفاً بأنَّ المركز سينشر إصداراً خاصاً بمساهمات الخبراء في هذه الحلقة حول الطائرات المسيرة، وسيعمل على توفيره للقُراء والمُهتمِّين في هذا المجال من مختلف دول العالم.
وبدأت الندوة بتحليل خاص حول "الاتجاهات في تطوير تكنولوجيا الطائرات بالمسيرة"، والذي قدَّمهُ د. نيلز نورلاندر، مؤكدًا على الحاجة إلى تقنيات الطائرات المسيرة ذات التحكُّم الذاتي في الحرب الحديثة، فضلاً عن التفاعل السلس بين الإنسان والآلة. وأوضح أن الدمج بين أنظمة التحكُّم الذاتي والمشغلين البشريين سيُعزِّز من الفعالية ويقلل من القوى العاملة ويعزز كفاءة المهمة. وأضاف أن التحكُّم الذاتي يُعتبر ضررورياً في المهام المفتوحة ذات المعايير غير المتوقعة، مما يوفر المرونة والقدرة على التكيف، مُشيراً الى أن التحكُّم الذاتي والقدرة على التكيف والتعلم هي السمات الرئيسية للأنظمة المستقلة، والتي تتكامل مع عملية اتخاذ القرار البشري وتعزز نتائج المهمة.
وقدَّمَ د. أولي بيكا سورسا تحليلاً واقعياً عن "الطائرات المسيرة في الصراعات بين الدول"، مع التركيز بشكل خاص على الحرب في أوكرانيا. وأكد على أهمية التكيف مع الحروب، وتبني التقنيات ذات الاستخدام المزدوج، مُسلطاً الضوء على السباق بين قدرة الطائرات المسيرة على البقاء وأنظمة مكافحة الطائرات المسيرة. وناقش أهمية أنواع مختلفة من الطائرات المسيرة في استكمال الأنظمة العسكرية الحالية، الى جانب تقديم حلول منخفضة التكلفة تُركِّز على الدقة والضرب عن بعد. كما سلط د. أولي الضوء على التكيف التكنولوجي المبني على الابتكار ونشر الحلول التكنولوجية الجديدة في الحروب.
من جانبه،تناول د. آش روسيتير موضوع "الطائرات المسيرة في حروب مكافحة الإرهاب: أفغانستان والعراق"، حيث سلط الضوء على تطور استخدام الطائرات المسيرة في الصراعات الطويلة الأمد والتطورات في قدرات الأنظمة المستخدمة. وقدَّمَ روسيتر تقييماً للتأثير النسبي الذي تعكسهُ هذه الأنظمة غير المأهولة على حملات مكافحة الإرهاب، وعرض مخططًا للعواقب المترتبة على انتشار أنظمة الطائرات المسيرة على جميع الأطراف في المراحل اللاحقة من هذه الصراعات.
وتحدَّثَ د. فرانشيسكو ميلان عن "استخدام الجهات غير الحكومية للطائرات المسيرة في الصراعات"، مع تسليط الضوء على اعتماد الجماعات الإرهابية والمسلحة بشكل كبير على الطائرات المسيرة الصغيرة "المُتاحة في السوق"، سواء للأغراض الاستخبارية أو القتالية، غير أنها تواجه تحديات كبيرة عند محاولة استخدام الطائرات المسيرة الأكبر حجمًا والأكثر تطورًا في قدراتها. وناقش د. ميلان ثلاث عقبات تواجه الجهات الفاعلة غير الحكومية، والتي تشكل تحدياً كبيراً أمام استخدامهم للطائرات المسيرة الأكثر تقدمًا، وهي كل من: السيطرة الإقليمية، والوصول إلى التكنولوجيا والمعرفة، والأهداف الاستراتيجية.
وتضمنت الحلقة النقاشية جلسة نقاشية تفاعلية، أدارها د. كريستيان ألكسندر، مدير الجلسة، حيثُ أُتيح المجال للجمهور للتواصل مع المتحدثين، وطرح الأسئلة، وتقديم آراءهم أو توقعاتهم حول مستقبل الطائرات المُسيَّرة وأثرها العالمي.
وكان قد تم إطلاق «مركز ربدان للأمن والدفاع»، خلال فعاليات مؤتمر «آيسنار 2024»، وذلك ضمن مبادرة استراتيجية تقودها «أكاديمية ربدان»، الرائدة عالمياً في مجالات السلامة والأمن والدفاع والتأهُّب لحالات الطوارئ وإدارة الأزمات.